أتقنغبريال يمينالإخراج والكتابة، وتألّق في التمثيل وإختزن منذ الطفولة الموسيقى والحركة، وواكب أيضاً الكبار في المسرح، بدءاً من عمله مع ريمون جبارة وكميل سلامة، مروراً بكركلا وصولاً الى زياد الرحباني.
هو "صابر" في السلسلة الشهيرة "نيال البيت"، والذي أضحكنا كثيراً، هو "المجنون" لما بيحكي، هو نجم يرقص مع النجوم معلناً كرهه للشهرة، هو المحظوظ جداً بكبار رافقهم وجُبل بطينتهم، وهو صاحب تاريخ في مجالي المسرح والدراما، وليظهر في مجموعة من الأعمال التلفزيونية المهمة، التي كرّسته إسماً لا يستهان به في عالم التمثيل الدرامي.
هرب من الدير ليشاهد السينما
غبريال يمينمن بلدة عين دارة قضاء عاليه، في السادسة من عمره أدخله والداه مدرسة داخلية للرهبان، فوالدته كانت تعمل معلمة في مدرسة للفتيات ووالده موظف دولة، وعندما أصبح في التاسعة من عمره، أرادوا نقله الى مدرسة أخرى فطلب بنقله الى دير اللويزة ليكون راهباً الى جانب إبن عمه، وهكذا دخل غبريال يمين صغيراً الدير ليمكث فيه لمدة 10 سنوات، أكمل خلالها دراسته في مدرسة اللويزة، وكان يتعلم الموسيقى على أيدي موسيقيين كبار أبرزهم توفيق سكر.
وفي ذلك الوقت، كان يحظَّر على غبريال يمين ورفاقه في الدير رؤية التلفزيون، ولكنه تمكن بين وقت وآخر من استراق النظر الى مسلسلات وأفلام، كانت تعرض على الشاشة الصغيرة. مشاهدات بالسرقة وجد نفسه مع الوقت منجذبا لرؤيتها أكثر فأكثر، ولتتفتق في رأسه حيل صبيانية لتحقيق رغبته تلك متخطياً قوانين الدير، فكان يضع مخدة تحت غطاء سريره ليوهم الرهبان أنه نائم، وينسحب سراً وليلاً الى زوق مكايل القريبة لحضور السينما، وهكذا "انغرم" غبريال يمين بالسينما، ولما أنهى دروسه اتخذ قراره بالتخصص في السينما والموسيقى، وقال في حديث صحافي: "قيل لي أن هناك معهدًا للفنون في الجامعة اللبنانية، فتوجهت إليه، وطبعاً كان عليّ الخضوع لمباراة الدخول أمام لجنة الأساتذة، سألوني شو بدي أعمل جاوبت موسيقى وسينما، قالولي هون في مسرح وسألوني إذا محضر حالي وكان قصدهم إذا محضر نص تمثيلي قلت لا، فطلبوا مني أن أرتجل شي، فعلت، إحمرّت عيونهم وطبعاً رفضوني".
ريمون جبارة أنقذه
خرج غبريال يمين خائباً، وكان عليه اختيار تخصص آخر فتوجه نحو البيولوجيا الى جانب الأدب العربي، لكنّ عينه وقلبه كانا في معهد الفنون، انقضت سنة، وقرر التجربة ثانية ليخضع مرة أخرى لمباراة دخول تقدم إليها 25 طالباً اختارت منهم اللجنة 7، ويقول: "اختارونا لكن بشروط على ان يؤخذ القرار النهائي بقبولنا بعد 3 أشهر، انتهت المهلة وارتأت اللجنة أننا لا نصلح جميعاً، لكن المخرج ريمون جبارة أنقذنا وقال لهم "مين قلكم ما بيسووا، تركولي ياهن".
وهكذا بدأ مشوارغبريال يميننحو عالم الفن والتمثيل، مع المخرج ريمون جبارة، مشوار بدأ وما انتهى إلا برحيل جبارة. وبدأ غبريال يمين العمل على المسرح منذ السنة الأولى، أولا في مسرحية مع كميل سلامة هي "ضهر الشير"، ثم مع موريس معلوف في "الغابة البيضاء"، وكرت سبحة الأعمال مع كميل سلامة، وفي السنة الثالثة كان الاختبار الكبير مع "صانع الأحلام" لريمون جبارة.
طبع ريمون جبارة عميقاً في مسيرة وأفكار غبريال يمين، خصوصاً أن تعاطيه معه لم يقتصر على العمل ممثلاً في مسرحياته، ففي الفترة التي تلت مرض ريمون جبارة أصبح غبريال يمين يرافقه في معظم مسرحياته تمثيلاً وإخراجاً، وحتى تلك التي كان يخرجها لآخرين.
وعلى خطى معلمه، جمعغبريال يمينالمجد الفني من كل أطرافه، فلم يكتفِ بالتمثيل بل ذهب الى الأبعد الى الكتابة والإخراج، وكانت باكورته المسرحية "فلتانة عالآخر" مع فيليب عقيقي وكرت السبحة من "شغلة فكر" الى "النشيد" فـ"حضارة" وغيرها، وفي الوقت نفسه كان دائماً الى جانب ريمون جبارة بعد مرضه، ليشاركه إخراجا وكانت خاتمة أعمالهما معاً "مقتل إن وأخواتها".
الى عالم التلفزيون
على الشاشة الصغيرة ومع كميل سلامة كانت لـغبريال يمينسلسلة محطات، بدءاً من "مبارك" الى "بيت خالتي" ثم "نيال البيت"، وصولاً الى مسلسل "حدود الشقيقة" مع باسم ياخور، ودور المحقق في سلسلة "أبرياء ولكن"، الذي أعاده الى الشاشة الصغيرة بعد انقطاع دام 14 عاماً، برره بانغماسه في حبه وشغفه الأول، المسرح. كما شارك في العديد من المسلسلات ومنها "ورد جوري"، كواليس المدينة"، "آخر الليل"، "الكاتب"، و"بالقلب". وعمل غبريال يمين على 86 خشبة مسرح في العالم، كما قدّم 73 ترجمة مسرحية و60 فيلماً قصيراً و14 عملاً مسرحياً موسيقياً، فضلاً عن مشاركته كعضو في لجنة تحكيم برنامج "ستار أكاديمي" وأستاذ الدراما في الأكاديمية لثلاثة مواسم، وأيضاً مشاركته كراقص في برنامج Dancing With The Stars.
هاجسغبريال يمين
غبريال يمينالذي تزوّج من تلميذته في معهد الفنون، يقول في حديث صحافي إن "زوجته تركت عالم التمثيل وتوجّهت الى عالم تنظيم الأعراس، وله منها صبي هو (غابي) يتابع أعمال والده الفنية عن كثب، ويفرح كثيراً حين يحضره على خشبة المسرح". وهل سيشجعه إن مشى على خطاه على درب الفن، يجيب: "حتماً لن أقف في طريقه، لكن سأوصيه بما أوصي به طلابي دائماً وبإصرار لأن يؤمّنوا لأنفسهم مهنة أخرى يعتاشون منها، فهاجسي دائماً أن لا يصبحوا تحت رحمة المنتجين وأن لا "ينذلّوا" لهم، لكي يتمكنوا من أن يعملوا في الفن الحقيقي الراقي بالشكل اللائق الذي يطمحون إليه".
"حبيت السينما كانت حلمي ولا زالت"
غبريال يمينالمتابع جداً للسينما العالمية، كانت له إطلالات سينمائية متعددة تمثيلاً وكتابة، ويقول إن السنوات الأخيرة كانت مهمة له حيث أنجز خلالها أعمالاً مميزة سينمائياً، منها "كاش فلو"، "ناتس"، "غود مورنينغ"، و"مهراجا".